مكانة المرأة في الإسلام وتهافت منطق التحرر الجنسي
مكانة المرأة في الإسلام وتهافت منطق التحرر الجنسي
إن عصرنا الحالي (حيث تتعرض المراه ـ خصوصا في الغرب ـ الى تهميش دورها في الأسرة والمجتمع وإبرازها كسلعة جنسية رخيصة) يتطلب ان تكون الكتابات في مجال شؤون المرأة موجهه إلى إبراز الدور الأساسي للمرأة في المجتمع كما شرعها الإسلام على جميع الأصعدة وخصوصا الأصعدة العلمية والثقافية وتبيان المقام السامي للمرأة في إنشاء الأسرة الصالحة والمساهمة في تطورا لمجتمع ورقيه. ومما يزيد الطين بلة ان بعض الكتاب وللأسف حشروا الدين حشرا وحاولوا أن يوحوا بان المانع من الحرية الجنسية للمراة هو الدين عموما والإسلام خصوصا (وما عشت اراك الدهر عجبا)!. وهذا المنطق المتهافت لايهدف إلا إلى إثارة الاستهزاء بالاسلام وتشريعاته. في هذا المقال سوف نبرهن على خطل الآراء والأطروحات التي أوردها هؤلاء الكتاب. والمقال يتألف من ثلاث أجزاء: الجزء الأول يستعرض مقام المرأة في الإسلام والجزء الثاني يستعرض الثورة الجنسية التي دعا إليها الغرب ويؤيدها هؤلاء الكتاب، والجزء الثالث يستعرض بعض الإحصائيات التي تشير إلى إن العنف ضد المرأة هو نتاج من التحرر الجنسي.
عظمة مكانة المرأة في الإسلام
إن عظمة مقام المرأة بينها الإسلام في تشريعاته فنجد فى سورة النساء: الآية: 124 {ومن يعمل من الصالحات من ذكر وأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا}. وفى سورة النحل: الآية: 97 {من عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعملون}.
وفي سورة غافر:{ يا قوم إنما هذه الحياة الدنيا متاع وإن الآخرة هي دار القرار، من عمل سيئة فلا يجزى إلا مثلها ومن عمل صالحا من ذكر وأنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة يرزقون فيها بغير حساب }. اضف الى ذلك ان الطعام والكسوة والسكن ونفقات العلاج وغيرها للزوجه قد اوجبها الاسلام على الزوج دون الزوجة. فالاسلام لايوجب على المراة الطبخ اوالتنظيف داخل بيتها مثلا. نعم يستحب لها فعل ذلك ولايجب بل لايجوز للرجل شرعا اكراه امراته على ذلك (كما يفعل بعض المسلمين). اي أن المراة مؤمًنة اجتماعيا واقتصاديا ومحفوظة الكرامة داخل وخارج اسرتها بحيث لاتحتاج الى العمل مادامت متزوجة. فينما توجب القوانين الغربية والوضعية (باغلبها) العمل على المراة كي تعيش. وهذا يدل علي علو ومكانة المراة في الاسلام.
اما استخدام المراة كسلعة للجنس من قبل الغرب فحدث ولاحرج. فلم نسمع في اضعف وقت للحضارة الاسلامية مهازل مثل تلك التي تحدث في الغرب الذي يبحث عن الجنس من أي طريق متاح والعياذ بالله ويبحث عن استغلال المراة تحقيقا لهذه الاغراض البهيمية. اضف الى ذلك ان الايات الكريمة المشار اليها تؤكد ان مقياس التفاضل بين البشر جميعا رجالا ونساءا على قدم المساواة هو: الايمان والعمل الصالح. فاذا اتجهنا الى سنة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وجدنا المزيد... يقول النبي الاكرم صلى الله عليه وآله وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال) وفسر العلماء كلمة (شقائق) بالامثال... فالنساء فى التكاليف وفى الحساب والعقاب والثواب سواء مع الرجال. بل ان النبي (ص) يشير بوضوح انه لو كان له امر التفضيل لفضل النساء: (ساووا بين أولادكم في العطية، فلو كنت مفضلا أحدا لفضلت النساء). ويذكر القران بالتعظيم والتوقير نماذجا لنساء ارتقين بطاعتهن لله فيقول عز وجل فى سورة التحريم: (وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا لِّلَّذِينَ آمَنُوا اِمْرَأَةَ فِرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِندَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِن فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ {11} وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِن رُّوحِنَا وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ {12). لقداعطى الاسلام للمرأة الحرية المالية الكاملة وجعلها مستقلة بمالها عن زوجها فان شاءت اعطته وان شاءت منعته، قال عز وجل: (وَآتُواْالنَّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا {4}).
ذلك هو مقياس الافضلية فى الاسلام... التقوى والطاعة... وليس الجنس.
يقول القران الكريم فى سورة لقمان: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {14} وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ {15}) وبهذا الوهن والضعف والام الحمل قدم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حسن صحبتها على حسن صحبة الوالد. فعن النبي الاعظم (ص) في حديث آخر: { جاء رجل فقال: يارسول الله من أحقُّ الناس بحسن صحابتي ؟؟ قال: أُمُّك قال: ثم مَنْ قال: أمك قال: ثم مَنْ ؟؟ قال أُمُّك قال ثم مَنْ قال: أبوك }.و يقول صلى الله عليه وآله وسلم: (أى رجل لطم امرأته لطمة أمر الله عز وجل خازن النيران فيلطمه على حر وجهه سبعين لطمة من نار جهنم) بل وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم اعطى المراة خصوصية كبيرة: فنهى عن تتبع عثرات النساء.... فليس للرجل ان يصير رقيبا على زوجته يتسقط لها الاخطاء ويعاتبها ويشتد فى عتابها ولومها.
تهافت منطق الثورة الجنسية
مع تحرير المرأة علت موجات التحرر فقد صارت المرأة مستقلة بكسبها وبصوتها وحررتها وسائل منع الحمل من قيود الأمومة فأطلقت بعض الفئات من النساء صيحات تطرُّف تنادي بكسر كل القيود الموروثة وتنادي باعتبار الأسرة نفسها مؤسسة اضطهاد للمرأة ينبغي إلغاؤها. وتبارى المزايدون والمزايدات في هذا الاتجاه مما أدى لطائفة من الأفكار سادت في أوربا وفي أمريكا في الستينات من القرن العشرين الميلادي وسميت بالثورة الجنسية Sexual Revolution. هذه الثورة الجنسية عبر عن فكرها الأساسي أبراهام ماسلو بقوله: " إنّ النفس حزمة من الرغبات المكبوتة وأن التقاليد تدفع الناس لمزيد من الكبت ومن اصطناع شخصيات مصطنعة فيعيش الناس حياة زائفة. وانّ واجبنا أن نتخلص من هذه الضوابط الزائفة لنعيش الحياة كما تملى علينا رغباتنا ".
من هذا المنطلق اعتبرت كل نزوة وشهوة حاجة ملحة مستحقة الإرضاء واعتبر كل امتناع عن إرضائها إبقاء على الزيف وعدم الصدق مع النفس. فالصدق مع النفس هو إشباع الرغبات بلا حدود. وكل نزوة حتى التي كانت تعتبر انحرافا نفسيا مثل السادية (التلذذ من عذاب الآخرين) والماسوشية (التلذذ من عذاب الذات) والزواج المثلي homosexualism ، والسحاق (العلاقات الجنسية بين النساء) Lesbianisim ، والميول الاستعراضية ، واستبدال الزوجات ، والممارسات الجنسية الجماعية.. كل هذه الحالات الشاذة صارت تمارس علنا وتوصف بأنها خيارات بديلة لإشباع حاجة طلابها. والانكى من ذلك ان الزواج المثلي اصبح يعقدرسميا في الكنائس وبمباركة القساوسة في البلدان الاسكندنافيه!.
لقد استمرت هذه التيارات المسماة الثورة الجنسية حتى منتصف السبعينات ومع ما فيها من تدمير خلقي واجتماعي فإنها جعلت من المجتمعات التي مارستها في أوربا وأمريكا مختبرا ضخما لبعض الأمور الإنسانية الهامة. مختبرا آدميا مشابها للتجارب التي تجرى على القرود والأرانب والفئران.
الدروس المستفادة:
إن ما يمكن أن يستفاد من تجارب الإباحية الجنسية التي مورست بتطرف في أوروبا وأمريكا يمكن تلخيصه في الآتي:
الحقيقة الأولى: أنّ ثمة علاقة بين الانضباط الجنسي والصحة بحيث يؤدي عدم الانضباط لمخاطر صحية تعجز عن مقاومتها كل قدرات الطب الحديث.
لذلك فمنذ أواخر السبعينات صار المرض السري المسمى هربز (GENITAL HERPE) مرضا شائعا يقدر المصابون به في أمريكا بعشرين مليونا ويقدر من يصابون به إصابة جديدة بنصف مليون في السنة.
والى جانب ذلك المرض المستعصي على العلاج المنتشر نشا مرض أخر اسمه ايدز (AIDS) وهو مرض فيروسي. فيروسه محصن ضد العلاج ونتيجته غالبا الوفاة. هذا المرض الأخير أحدث هلعا كبيرا في أمريكا وأوروبا وقد قتل في أمريكا وحدها حتى الآن مايقارب النصف مليون نسمة،
هذه الأمراض المعدية الخطيرة غير قابلة للعلاج الآن وهي نتيجة مباشرة لعدم الانضباط الجنسي مما اقنع كثيرين في أمريكا بأنّ هذا المرض عقاب مستحق للانحراف الخلقي. هذا الشعور ساهم ضمن عوامل أخرى في الحد من غلواء الثورة الجنسية واستمالة روادها إلى الاعتدال والانضباط الجنسي. ايضا،الدراسات الطبيه ذاتها لاتضمن ان الوقاء المطاطي يمكن منع الايدز والامراض الجنسيه.
الحقيقة الثانية:إنّ التخلي عن الضوابط الجنسية وآداب الجنس ومحاذيره يؤدي تدريجيا لموت الشهوة نفسها. لقد شاهد هذه الظاهرة كثير من علماء الجنس وعلماء النفس. قال أحدهم وهو عالم النفس تريب (TRIPP): " إنّ إثارة الجنس تتوقف على وجود عقبات وموانع في طريقه. زوال هذه العقبات والموانع يزيل معه الإثارة واللذة.
الحقيقة الثالثة: الإباحية الجنسية والتخلي عن ضوابط الأسرة وواجباتها يفجع المجتمع كله ولكنه في حساب الخسائر يضر المرأة أكثر من الرجل. قالت كارولين ستيوارت: " يستطيع الرجال أن يكونوا أكثر عفوية في حياتهم الجنسية. أمّا النساء فالجنس بالنسبة لهم ارتباط. أنّ الرجال يستخدمون الحنان للوصول للجنس ، أمّا النساء فإنهن يستخدمن الجنس ليصلن للحنان! "
ولتأييد هذا المعنى أرسلت آن لاندرز (ANN LANDERS) وهي كاتبة أمريكية تنشر مقالاتها ألف صحيفة أمريكية ، أرسلت سؤالا واحدا لآلاف النساء الأمريكيات وطالبتهن الإجابة بنعم ولا:
السؤال هو: هل تفضلن الملاطفات والملامسة بحنية على الجماع نفسه ؟
فرد على السؤال تسعون ألف امرأة وكان رد 70% من هؤلاء النساء على السؤال بنعم.
ومعلوم أنّ هذا الرد غير متصور بهذه النسبة إذا كان السؤال موجها للرجال وعبر تجارب كثيرة تأكدت حقيقة شائعة أخرى هي أنّ الممارسات الجنسية العفوية تضر النساء اكثر مما تضر الرجال. ذلك أنّ العلاقة إذا أدت لحمل رغم الاحتياط فسيبقى في بطونهن الجنين غير المرغوب فيه. وهن اللائى يتعرضن لأذى وسائل منع الحمل فمانعات الحمل تشتمل على مخاطر غير مباشرة.وهن اللائى يواجهن احتمالات سرطان عنق الرحم وهو مقترن بالمضاجعات الجنسية مع عدد من الرجال.
المهم إنّ هذه التجارب تثبت أنّ ربح المرأة من الأسرة أكبر وخسارتها في زوالها أكثر.
الحقيقه الرابعة: الاجهاض من الحمل الغير شرعي. تشير الدراسات ان ثلاثين الف طفل يقتل سنويا في السويد بسبب الاجهاض. وفي امريكا العدد رهيب جدا ويصل احيانا الى المليون! وهكذا تزهق الارواح البشرية بدم بارد! لقد أدت الثورة الجنسية التي حدثت في أوربا وأمريكا إلى انتشار آراء ناقدة للأسرة بل داعية للاستغناء عنها كمؤسسة فاشلة وظالمة للمرأة.ولكن كثيرا ممن ذهب إلى تلك الآراء عن الأسرة عادوا عنها مدركين سذاجة الرفض لمؤسسة الأسرة.
والدليل على ذلك أنّ مجلة تايم الأمريكية أعدت دراسة حول الموضوع وخلصت الدراسة التي نشرتها المجلة إلى الآتي: " بعد الضجة التي أثارتها الثورة الجنسية فان غالبية الأمريكيين والأمريكيات أصبحوا أشد تمسكا بالأسرة وإيمانا بالزواج وعادوا إلى الفكرة التقليدية التي تقرن الجنس بالحب وترى ألا يكون الجنس عفويا أبدا ".إننا إذ نستعرض هذه النتائج نستفيد منها في زيادة معارفنا والاتعاظ بتجارب غيرنا. فالمطلوب أن نلم بالفكر والتجربة الإنسانية كلها لاستصحاب المفيد واطراح الضار على أساس الأثر القائل: " الحكمة ضالة المؤمن حيثما وجدها أخذها " وعلينا أن نلتمس العظة من تجارب الآخرين لكيلا نكرر الأخطاء التي وقعوا فيها على أساس الأثر: " العاقل من اتعظ بغيره ".وحيثما استعرضنا التراث الأوربي الأمريكي وفكره وتجاربه فلا يفوتنا أن نأخذ في الحسبان دائما جدلية الصراع الذي لوّن فكرهم وتجربتهم بين موروثهم الكنسي وردة الفعل.العلمانية الماركسية عليه.إذا نحن أخذنا في الحسبان هذا التفاعل لأمكننا أن نعطي الفكر والتجربة الأوربية الأمريكية تقويما موضوعيا ومن ثم أن تكون استفادتنا منها استصحابا وإطراحا واتعاظا أكبر"
هل الغرب أنتج الأسرة الصالحة؟
هل حقق التحرر الجنسي السلام والوئام في المجتمع الغربي؟ الجواب يكمن في ان العنف الأسري ذاته هو احد النتاجات الغير مباشرة من الثورة الجنسية. فقد لحق العنف الأسري بشتى أنواعه بأضعف أعضاء الأسرة، أي النساء والأطفال. ولا يزال الكتمان وعدم كفاية الأدلة، والحواجز الاجتماعية والقانونية، تجعل من الصعب الحصول على بيانات مضبوطة عن العنف المنزلي الموجه ضد المرأة، والذي يعتقد علماء الاجتماع أنه أقل ما يبلغ عنه من أنواع الجرائم. ومعظم البيانات عن العنف الموجه ضد المرأة، تُجمع من دراسات صغيرة، ولا تعطي غير لمحة فحسب، عما يفترض أنه ظاهرة عالمية، وهي لا يمكن استخدامها في توفير مؤشرات دقيقة عن مدى العنف الموجه ضد المرأة؛ ولكنها تبين بشكل قاطع أن العنف في البيت أمر شائع، وأن المرأة هي ضحيته في أكثر الحالات. تشير الدرسات السويدية ان في كل ساعة تتعرض مالا يقل عن امرأتان سويديتان للاهانه والضرب والاعتداء ويعتقد ان الواقع يتجاوز هذا العدد.
ـ ففي عام1981 أشار (شتراوس) إلى أن حوادث العنف الزوجي منتشرة في (50ـ 60%) من العلاقات الزوجية في الولايات المتحدة الأمريكية، في حين قدر (راسل) عام 1982 هذه النسبة بـ 21%، وقدرت (باغلو) النسبة بأنها تتراوح بين 25ـ35%، كما بين (أبلتون) في بحثه الذي أجراه عام 1980على 620 امرأة أمريكية أن 35% منهن تعرضن للضرب مرة واحدة على الأقل من قبل أزواجهن. ومن جهتها (والكر) أشارت استناداً إلى بحثها عام 1984 إلى خبرة المرأة الأمريكية الواسعة بالعنف الجسدي، فبينت أن 41%من النساء أفدن أنهن كن ضحايا العنف الجسدي من جهة أمهاتهن، و44% من جهة آبائهن، كما بينت أن 44% منهن كن شهوداً لحوادث الاعتداء الجسدي لآبائهن على أمهاتهن.
ـ في عام 1985 قتل (2928) شخصاً على يد أحد أفراد عائلته، وإذا اعتبرنا ضحايا القتل الإناث وحدهن، لوجدنا أن ثلثهن لقين حتفهن على يد زوج وشريك حياة، وكان الأزواج مسؤولين عن قتل 20% من النساء اللاتي قتلن في عام 1984، في حين أن القتلة كانوا من رفاقهن الذكور في 10%من الحالات.
ـ أما إحصاءات مرتكبي الاعتداءات ضد النساء في أمريكا: ثلاثة من بين أربعة معتدين هم من الأزواج: 9% أزواج سابقين، 35% أصدقاء، و32% أصدقاء سابقين. إحصائية أخرى تدرس نسبة المعتدين، تبين أن الأزواج المطلقين والمنفصلين عن زوجاتهم ارتكبوا 79% من الاعتداءات بينما ارتكب الأزواج 21%.
ـ وقد ثبت أن ضرب المرأة من قبل شريك ذكر لها، هو المصدر الوحيد، والأكثر انتشاراً، الذي يؤدي إلى جروح للمرأة. وهذا أكثر انتشاراً من حوادث السيارات والسلب والاغتصاب كلها مجتمعة.
ـ وفي دراسة أخرى تبين أن امرأة واحدة من بين أربع نساء، يطلبن العناية الصحية من قبل طبيب العائلة، يُبلغن عن التعرض للاعتداء الجسماني من قبل شركائهن.
ـ من مجموع النساء اللواتي سعين في طلب العناية الصحية من طبيب العائلة، أبلغ 37% منهن على كونهن من الناجيات من حوادث التعذيب الجنسي في مرحلة الطفولة، و29% أبلغن أنه تم الاعتداء عليهن جنسياً بعد البلوغ. والنساء اللواتي كن ضحية لمثل هذه الاعتداءات الجنسية أكثر اكتئاباً من اللواتي لم يتعرضن لها.
ـ تم توزيع بيانات على مستوى الولايات شملت (6000) عائلة أمريكية ونتج عنها أن 50% من الرجال الذين يعتدون بشكل مستمر على زوجاتهم، يعتدون أيضاً وبشكل مستمر على أطفالهم.
ـ الأطفال الذين شهدوا عنف آبائهم، معرضون ليكونوا عنيفين ومعتدين على زوجاتهم، بنسبة ثلاثة أضعاف، من الذين لم يشهدوا العنف في طفولتهم، أما أولياء الأمور العنيفون جداً فأطفالهم معرضون ألف ضعف ليكونوا معتدين على زوجاتهم في المستقبل.
ـ أكثر من ثلاثة ملايين طفل في السنة هم عرضة لخطر العنف الصادر عن الأبوين.
ـ مليون امرأة في السنة تعاني من كونها ضحية للعنف الذي لا يصل إلى درجة الموت، ويكون هذا الاعتداء من قبل شخص قريب للضحية. هذه الإحصائية تعتبر من أكثر الإحصائيات اعتدالاً.
ـ أربعة ملايين أمريكية تقع تحت اعتداء خطير، من قبل شريك قريب لها خلال سنة. وقرابة 1 من 3 نساء بالغات، يواجهن تجربة الاعتداء عليهن جسمانياً على الأقل مرة واحدة من قبل شريك في فترة النضج. وفي عام 1993 تم توقيف ـ 575000 ـ أي ما يزيد عن نصف مليون رجل لارتكابهم العنف ضد النساء.
ـ خلال عام1994، 21% من حالات العنف التي وقعت المرأة ضحيتها، قد ارتكبت من قبل قريبين، ولكن فقط 4% من حالات العنف ضد الرجل، قد ارتكبت من قبل قريبات.
ـ من 90ـ95% من ضحايا العنف العائلي هم من النساء.
ـ الأطفال الذين يعيشون في منازل يتم فيها اعتداء الأزواج على بعضهم، معرضون للإيذاء بنسبة تفوق الأطفال الآخرين بـ 1500 مرة.
ـ من 40 ـ60% من الرجال الذين يسيئون معاملة زوجاتهم يعتدون على الأطفال أيضاً.
ـ الآباء الذين يضربون الأمهات يميلون، أكثر مرتين من الأزواج الغير عنيفين، للحصول على طلب رعاية الأطفال بعد الطلاق.
ـ في دراسة واحدة، 27% من ضحايا القتل داخل العائلة هم من الأطفال.
ـ 90% من الأطفال الذين يقتلون تحت سن العاشرة، يقتلون خلال خلاف عائلي، و56% من الأطفال هم دون الثانية.
ـ في عام 1994، / 243000/ شخص، من الذين تلقوا الإسعاف في غرفة الطوارئ، بسبب الجروح التي نتجت عن العنف، كان قريب للعائلة هو السبب، وفاق عدد ضحايا الإناث ضحايا الذكور بنسبة 1:9.
ـ هناك على الأقل أربع ملايين تقرير في حوادث العنف العائلي ضد المرأة كل عام، وقرابة 20% من هذه الحوادث حصلت في المنازل.
ـ في عام 1991، أكثر من تسعين امرأة قُتلت أسبوعياً، تسع نساء من عشر قتلن من قبل رجل.
ـ تستخدم الأسلحة بنسبة 30% من حوادث العنف العائلي.
ـ في 95% من الاعتداءات الناتجة عن العنف العائلي، الجرائم ترتكب من قبل الرجال ضد النساء.
ـ الأزواج والعشاق المؤذين، يضايقون في مجال العمل 74% من النساء المتعرضات للضرب، إما بطريقة مباشرة ومضايقات عبر الهاتف.
ـ في العلاقات الحميمة تفوق ضحايا النساء المتعرضات للعنف ضحايا الرجال بعشر مرات.
هذه نبذة بسيطة ولو شئت لأسهبت في الموضوع.
النتيجة
وهكذا نستنتج ان الغرب ساهم في القضاء على الاسره وضياعها بدعوته الى التحرر الجنسي وزيادة العنف ضد المرأة وتسويقها كسلعة جنسية وتفشي اللااخلاق والمحصلة من هذا كله: الانتحار بمئات الآلاف سنويا والايدز (بالملايين!) والاجهاضات التي وصلت ارقاما فلكيه وستكون سببا لانهيار الغرب كما برهن ذلك الفيلسوف الالماني شبنغلر Oswald Spingler في كتابه سقوط الغرب والفيلسوف الفرنسي روجيه غارودي وغيرهم.