السيد الرئيس.... لا تحمل أوزار فشلنا
عندما نقول بأن سورية هي قلب العروبة النابض فهذا يدلل على المكانة التي تحتلها سورية من الجسد العربي وأنها هي التي تضخ الدماء في الشرايين العربية، ومادام هذا القلب ينبض بالعروبة فلا خوف على العرب..
لكن القلب السوري تحمّل من جهة أخرى عبء الدفاع عن الحق العربي، والقلب العربي كان ولا يزال محفوفاً بالخطر الذي يهدد الجبهة السورية المفتوحة على الصراع العربي الصهيوني.
هذه المقدمة البداية إنما تدلل على أن سورية بلد المواجهة الأول وعليه فإن ما تم بها من إنجازات على جميع مستويات الحياة السورية يتناسب طرداً مع كونها بلد المواجهة، فسورية ليست السويد مثلاً التي لا همّ لها إلا رفاهية شعبها، سورية لديها عبء التسليح ولديها إرث كبير من العادات والتقاليد البالية ولديها ما لديها من أصحاب الضمير الميت الذين عاثوا في الوطن فساداً.. وعندما تسلّم السيد الرئيس بشار الأسد سدة الحكم في سورية بقرار شعبي وجماهيري، قالها ومنذ خطاب القسم الأول: بأنه لا يملك عصاً سحرية وأن مشروع الإصلاح يحتاج لتكاتف الجميع. وقد واجه الرئيس الأسد تحديات كبيرة خلال فترة حكمة وخرج من جميع هذه التحديات منتصراً وقوياً وهذا ما دفع وسائل إعلامية غربية للكتابة عن الرئيس الأسد على إنه أقوى زعيم عربي في العام 2010 موجود الآن على الساحة مشيرة إلى أنه "الوحيد الذي تحدى السياسات الأميركية في المنطقة".
كما أظهر استفتاء أجراه موقع CNN باللغة العربية أن الرئيس بشار الأسد هو شخصية العام 2009، بعد تنافس وصفه الموقع بـ"الدراماتيكي" تجاوز فيه عدد الأصوات أكثر من 30 ألف صوتاً، فيما عزا محلل سياسي هذه النتيجة إلى مواقف الأسد تجاه قضايا المنطقة.
ومن باب التذكير لمن يعانون من قصر الذاكرة، نعيد ما ذكرته صحيفة الواشنطن بوست في مقال نشر العام الماضي أن الرئيس بشار الأسد هو الآن أقوى الزعماء العرب الموجودين على الساحة حالياً.
وأشارت الصحيفة أنه وبعد تسلّمه للسلطة خلفاً للرئيس الراحل حافظ الأسد، استطاع الرئيس بشار الأسد أن يقود سورية بحكمة وذكاء، كما استطاع الوقوف بثبات في وجه الولايات المتحدة وسياستها في الشرق الأوسط.
وهي ليست المرة الأولى التي تعترف وسيلة إعلام أميركية بدور سورية والرئيس الأسد المؤثر في قضايا المنطقة، حيث أشارت وكالة الأنباء الأميركية أسوشيتيد برس، في تقرير سابق، إلى دور سورية في اتفاق تشكيل الحكومة العراقية الجديدة، ودورها في الحفاظ على استقرار لبنان، موضحة أن سورية تظهر الآن كدولة إقليمية مؤثرة.
ونستعيد ما قالته صحيفة الغارديان البريطانية في مقال حمل عنوان: "سورية لم تستخدم أوراقها بعد"، أوضحت فيه أنه "يحق للرئيس بشار الأسد أن يهنئ نفسه بعد 10 أعوام على توليه الحكم لأنه قطع شوطاً في تحديث البلاد بعد سنوات من العزلة".
كما تصدّر الرئيس بشار الأسد قائمة القادة العرب الأكثر شعبية في الشارع العربي، والثاني عالمياً، وذلك وفق نتائج استطلاع أمريكي آخر للرأي أُجري في 6 دول عربية.
وبعد قد تطول قائمة الإنجازات التي حققها السيد الرئيس بشار الأسد، وحوّل سورية إلى الرقم الأصعب في المنطقة، وهذا باعتراف العدو قبل الصديق.
أما على الصعيد الداخلي فنحن من نتحمل فشل العمل الحكومي لأننا سمحنا للحكومات السابقة أن تستغبينا عبر خططها وتجاربها الفاشلة، ونحن من أوصلنا حزب البعث العربي الاشتراكي إلى هذا الدرك من التفريغ البنيوي. ونحن من اتهمنا الآخر بالفساد ونسينا أن نتهم أنفسنا، جميعنا اتكلنا على أمّنا سورية ولم نردّ لها الجميل بالعمل والاعتماد على الذات بدل التواكل واستنزاف الدولة، جميعنا ساهم في خطف بريق الانتصارات الخارجية التي حققها الرئيس بشار الأسد وبدل أن نكون كحزب وحكومة وجماهير جنباً إلى جنب مع الرئيس في عملية البناء قلنا له اذهب وقاتل وحدك.
لذلك نقول: الأزمات دائماً مفيدة بمعنى أنها تسلط الضوء الكاشف على الأخطاء وتعرّيها وتجعلنا نخجل من أنفسنا لأننا تقاعسنا عن واجبنا الوطني، والأزمة تعطي الإنسان الجهود المضاعفة لتدارك ما فاته وتشدّ عزيمته، وهذا ما حصل معنا نحن السوريين، فقد عقدنا العزم للتغلب على الأزمة ومسبباتها الداخلية والخارجية، وقررنا أن نحاول الارتقاء إلى الخطاب الفكري والعلمي والسياسي الذي يقوده السيد الرئيس بشار الأسد.
..بقلم ميساء نعامة